مظاهر هشاشة الواحات المغربية
دراسة حالة لواحة فكيك
Vulnérabilité des Oasis Marocaine
Etude de Cas
Figuig
  إشراف:ْ      
د.المختار الاكحل
 
 
الواحة مفهوم مركب

الواحة منطقة رطبة و خصبة من الصحراء يستقر بها السكان و يطلق هذا اللفظ على كل نقط الماء بالصحاري. ]1[

يمكن تعريف الواحة بانها مجال معزول في الصحراء تتواجد به النباتات و وجود هذه الاخيرة مرتبط بتواجد المياه أركيولوجيا هو مجال إصطناعي خلق على يد الانسان و تتم صيانته بمنظومة من التدابير التقنية و الاجتماعية وهو مجال فلاحي سقوي و هذا ما يوضح البعد الاجتماعي الانتاجي و الاقتصادي للواحة .

 
الإمتداد المجالي للوحات المغربية

تقع المجالات الواحية ضمن المجال الرابع جنوب شرق الاطلس الكبير ومباشرة بعد هدا الحاجز الطبيعي يبدا المجال القاحل المرتبط بالصحراء و الذي عرف تطور حضارة واحية مزدهرة شكلت مكونا أساسيا للتقافة و تاريخ المغرب ويتشكل هذا المجال من ثلات عناصرهي سهوب و جبال المغرب الشرقي وواحات تافيلالت و درعة ثم الصحراء. كما تتميز الاوساط الثلات بتباين واضح فيما بينها لكنها تلتقي حول قاسم موحد متمثل في نذرة الماء و تدهور الاوساط الطبيعية بفعل التدخلات البشرية.

 
 

تنتمي الواحات المغربية للنطاق الجاف الذي يمثل رابع النطاقات الاساسية المكونة للتراب الوطني و تقع ثلات اربعها ضمن خطوط التماطر بين 50 و 100 ملم في حين يقع الجزء الرابع في مجال يتلقى 100 و 200 ملم.

تبلغ مساحة المجال الواحي 107.324 كلم مربع تقطنه ساكنة تصل إلى 1.6 مليون نسمة اي مايمثل5.3 بالمائة من الساكنة الوطنية الإجمالية (2004).

الاحواض الواحية الكبرى

يتكون المجال الواحي من دير الاطلس الصغير و أودية درعة وزيز و دادس و تافيلالت و فكيك وهي مهددة في غالبها بالتصحر تمتد المجالات الواحية فوق التراب الإداري لكل او جزء من اقاليم اسا-زاك كلميم تزنيت طاطا تارودانت ورززات زاكورة و الرشيدية ثم فكيك.

وإعتمادا على مجموعة من العناصر اهمها الحدود الإدارية و الخصائص الطبيعية المشتركة و التقنية و الإقتصادية تم تقسيم الواحات إلى أربع أحولض و احية كبرى تظم احواضا صغرى:

كلميم-طاطا، درعة، زيز، ثم فكيك.

 
مقومات الواحات المغربية

يعود الفضل في و جود الواحات المغربية إلى جبال الاطلس التي تمتد على شكل جدار طولي يقابل الصحراء و تزود الواحات بموارد مائية مهمة مما يجعلها مجالات إنتقالية شبه صحراوية تقاوم بقوة زحف الصحراء بسبب الموارد المائية الاطلسية و كذلك بواسطة العمل الدؤوب لساكنة ذات مهارة عالية.

تجدر الإشارة الى ان المجال الواحي يلعب دورا كونيا فهو يقوم بوظيفة التوازنات البيومناخية و الإيكولوجية التي تمكن من مواجهة تقدم الصحراء و هذا ماجعل منه ثراتا عالميا فريد ودفع بمنظمة اليونسكو الى دمج واحات النخيل المغربي في الشبكة العالمية للمحميات الحيوية.

 
الهشاشة ومظاهر الإختلال بالواحات
مكامن الهشاشة

الواحات هي من المجالات النادرة التي إستطاعت تطوير نموذج تقليدي فعال و مناسب لإستدامة الموارد المحدودة لكن إنخراطها بقوة في إقتصاد السوق أنتج إختلالات متعددة التي يجب تدبيرها و المحافظة عليها و إعادة تاهيلها.

رغم المنظر الواحي المتميز و المتفرد فإنه يخفي خلفه هشاشة قصوى مرتبطة بموارد الندرة اى المياه فعلى سبيل المثال يكفي أدنى خلل في الفرشة الباطنية أو الجريان السطحي لإختلال المنظومة الواحية بأسرها و التي يعتبر الماء مرتكزا أساسيا لها. وإذا كان واقع حال الواحات المغربية لايبشر بخير فإن التغيرات المناخية لا تفسر لوحدها هذه الوضعية التي هي نتاج للتدخل المكثف للعنصر البشري.

 

 
الهشاشة ومظاهر الإختلال بالواحات
الأسباب و النتائج

التدبير غير اللائق للموارد المائية: يتضح ذلك جليا في تعدد أشكال ضخ المياه بالوحات و كأن الفرشات المائية تتوفر على مخزون و صبيب لا ينضب مما تسبب في تدهور العديد من الواحات.

تفكك المجتمع الواحي التقليدي: ترتبط الوحات بشكل لصيق بالبنيات الإجتناعي التي دبرتها لسنوات بصرامة وإهتمام و وعي بأهمية الماء، من هذا المنظور يمكن تفسير الازمة الحالية للواحات بتفكك العلاقات الإجتماعية التي كانت تربط الافراد سابق الشئ الذي أخل بصيانة الواحات. والنمو العشولئي للضخ إلا مظهر يفسر هذا التفكك بعدما كان إستغلال الماء يخضع لمقتضيات العرف و قرارات ما يسمى ”بالجماعة“.

تقسيم الاراضي و تعقد الوضع العقاري:

أدى إرتفاع السكان بالوحات إلى الضعط على العقار مما أدى تقزيم المساحات بسبب التقسيم المستمر للأراضي مما يشكل عائقا أمام الإستغلال الفلاحي على إعتبار ان المساحات المستغلة هي ذات مردودية إقتصادية ضعيفة كما لا تسمح بجلب مختلف الإستثمارات.

النتائج
 
الموقع و الانتماء الإداري

فكيك مجال حدودي

تقع مدينة فجيج في الجنوب الشرقي للمغرب، على بعد 384 كلم جنوب وجدة، وهي ثلاثية الحدود مع الجزائر.

إداريا :

تنتتمي مدينة فجيج إلى الجهة الشرقية، و تعد مدينة بوعرفة عاصمة لإقليم فجيج.و يبلغ عدد سكانها 12.516 نسمة بكثافة تبلغ 7.3 /كلم².


 
الخصائص الطبيعية

الوضعية الطبغرافية و الجيولوجية:

تقع منطقة فجيج في حوض دائري ينتمي طبغرافيا و بنيويا إلى سلسلة جبال الأطلس الكبير الشرقي يبلغ الارتفاع حوالي 930مترشمالا و860مترجنوبا. و توجد فجيج في منطقة إلتقائية متباينة ففيها تنعطف سلسلة اطلسية ملتوية حيث يمتد الأطلس الكبير الشرقي من الشرق الى الغرب و الأطلس الصحراوي نحو الشمال الشرقي و جنوبا يمتد الدرع الافريقي مع تغليفات حديثة ضعيفة السمك ويخترقها الإنكسار الجنوبي الاطلسي 

التربة

نمييز في اتربة الواحة بين نوعين من الاتربة  ذات الاهمية :,اتربة فيضية وغرينية على ضفاف الاودية واتربة كلسية موروثة عن الفترة الرباعية الماطرة بالاظافة الى اتربة ضعيفة التطور

المناخ و النبات

مناخ صحراوي جاف مع متوسط تساقطات سنوي يبلغ128 ولا تتجاوز الأيام المطيرة20 يوما و تصل ذروة التساقطات شهر أكتوبر و أدناها في شهر يوليوز، مع تسجيل تساقطات وابلية تؤدي إلى خسائر بالقصور. أما الحرارة فتبلغ42° صيفا و البرودة تصل إلى3° ، و نتيجة لقساوة المناخ فعدا الزراعة المسقية تعتبر السهوب في الشرق المصدر الوحيد للنشاط الرعوي و تمتد الحلفاء على مساحة تقدر 1200متر لكنها تعاني من التدهور بفعل الرعي، مع حضور لبعض اشجار التويا بالسفوح مثل جبل كروز.  

الموارد المائية

تتواجد بواحة فكيك مصادر مائية  متنوعة،وهي إما باطنية كالآبار (توجد في العالية)و  التي ارتفع استغلالها في الآونة الاخيرة عن طريق تجهيزها بمظخات الية، والعيون التي  يصل صبيبها أحيانا الى حوالي 200ل/ث و تساق مياهها عبر خطارات توزعة بطريقة هندسية باهرة عبر قنوات وصهاريج خازنة في نطام دوري محكم،  أما المياه السطحية  فتتجلى في الأودية (واد كير زوزفانة و أغلال) مع وجود البعض غير المستغل بسبب وقوعها إما بالتراب الجزائري أو بالمنطق الحدودية.

 
مورفولوجية واحة فكيك:

تظهر واحة فكيك على شكل تجمعات سكانية تحيط بها او تجاورها مجالات زراعية هذه التجمعات مشكلة اساسا من عدة قصور(والقصور وحدة اجتماعية و اقتصادية وسياسية بلورها السكان المستقرون فنسجت حولها عصبيات لا تقوم على انتماء عرقي بل على وحدة المحاط والموارد خاصة المياه ,ويبلغ عدد القصور بفيكيك سبعة (ازناكة وسط السهل بين واد زوزفانة شرقا ورافده واد تاغيت غربا ثم قصور فوق الكتلة المرتفعة والمشرفة على ازناكة

وتنتطم هذة القصور في تنائيات منفصلة من الشرق نحو الغرب :الحمام الفوقاني (ايت عامر) .و القصر التحتاني(ايت وداي)ثم المعيز(ايت المعز),اولاد ايت سليمان واخيرا لوداغير (ايت عدي) والعبيدات .

 
 
الانشطة الاقتصادية:

الفلاحة: ترتبط الزراعة في الواحة بالسقي إعتمادا على حوالي تلاثين عين بالاضافة الى الى الاودية  و يظهر على المشهد الزراعي اشجار النخيل المثمرة و التي يصل عددها الى 100 الف و اشجار اخرى: الرمان, التين اضافة الى زراعة البقوليات والحبوب و الاعلاف (الفصة) و يواكب هذه الزراعة نشاط ثاني متمثل في تربية الماشية خاصة الابقار و الاغنام

 
 
 
الســـيــاحـــة:

يعتبر القطاع السياحي القطاع الثاني ضمن المنظومة الاقتصادية لواحة فيكيك ,فكونها اقرب واحة لاوربا شكل سبابا هاما في جعلها قبلة لسياح الاجانب الذين تستهويهم المناظر الطبيعية المتمثلة في العيون و الينابع المتدفقة بالاضافة الى الحمامات الرملية التي تنشط السياحة الاستشفائية ,ثم الارث التاريخي الغني المتمثل في القصور.

رغم هده المؤهلات فان الواحة لا تتوفر على بنية استقبالبية تمكنها من الرقي بهذا القطاع وبالتالي استثمار كل المؤهلات المتوفرة ,حيث لا تتجاوز طاقتها الاستعابية 0,6 في المائة .

 

 
الهشاشة و الإختلال بواحات فكيك

إن الأوساط الواحية و خاصة واحة فكيك مجالات هشة آيلة للتدهور و للإندثار نظرا لكونها تقوم على الجمع بين متناقظات يصعب التحكم فيها و إذا علمنا أن الواحة رهينة بالماء، وهو العنصر المحدد للهشاشة فإننا أمام مجال (فكيك) و إن توفر على موارد هامة فهذا لا يمنع من تسجيل فترات شح من حين لآخر، كما لا ننسى أننا بمجال جاف تبلغ نسبة التبخر به إلى 190 ملم/السنة حسب معادلة Turc كما أن الماء شكل و لايزال صراع محليا و إقيميا. 

 

و رغم ذلك فالتوازن ظل قائما نتيجة الانسجام و التآزر الإجتماعي و نجاعة التقنيات التقليدية المستعملة .

غير ان الحاضر أبان عن إختلال و اضح نتيجة لعدة عوامل:

üالدور العكسي لتحويلات المهاجرين
üنمو و إكتظاظ سكاني قويين فوق قدرة تحمل الوسط
üالتراجع المستمر للموارد المائية بسبب الضخ المتزايد
üضعف زراعة الاشجار و إستفحال مرض البيوض...

 

 
 
النتائج
ü عدم قدرة الوسط على التجدد.
ü الإسهام في تدهور الموارد الأخرى: التربة و النبات
üالأرتكاز على قاعدة إقتصادية هشة: السياحة والتحويلات.
ü جعل الواحة مجال طاردا و منتجا للهجرات .
üتفاقم التدهور في غياب صيانة و إعادة هيكلة للمنظومة الواحية بفكيك.
 
 
 
تشخيص و تقييم واحة فكيك إعتمادا على منهج F.F.O.M

الموارد المائية الغطاء النباتي
 المؤهلات الفلاحية و السياحية
الخاتمة

الواحة ثرات طبيعي إنساني بمثابة شاهد حي على تنمية مستديمة و تفاعل للإنسان مع مجاله كجزء و منتم اليه و ليس مستغل له  و هي بذلك إرث كوني أكثر منه محليا و جب تدبيره و المحافظة عليه

البليوغرافيا
عبد الرحمان العثماني 2005 الواحات المغربية بين التحول و الإختلال طبيعيا و إنسانيا نموذج واحات فجيج. أعمال الملتقى الذي نظمه فريق البحث Pars Géo 14 بجامعة إبن طفيل كلية الاداب والعلوم الأنسانية.
وزارة إعداد التراب الوطني و الماء و البيئة 2006 المشروع الوطني لإنقاد و إعداد الواحات مديرية إعداد التراب
وزارة إعداد التراب الوطني و الماء و البيئة 2006 مصطلحان البيئة و التنمية المستدامة
A.Bencherifa et H.Popp1992. L’OASIS de Figuig Persistance et Changement. serie essais et etude n°3 publicatin de FLSH rabat en colaboration avec OACT
 

Aujourd'hui sont déjà 7 visiteurs (8 hits) Ici!
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement